الإسلاميون في عيون الجزيرة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قناة الجزيرة من أشهر القنوات الفضائية على الساحة ويتابعها الملايين من المسلمين حول العالم كله ، قد غيرت من ثوبها وأعلنت أنها في عهد جديد ولعله هذا التجديد يتمثل في برنامج (الإسلاميون) لعرض مسيرة الحركات الإسلامية التي قامت خلال القرن الماضي ومدى تأثيرها على السياسة ، وإن مثل هذا البرنامج يتوق الناس لرؤيته بل ويتعطشون ، فالنبرة الإعلامية هنا تختلف .
وكم يحتاج الناس للتجديد وقد عرفت الجزيرة كيف تضرب على وتر الأمة الحساس ، وكانت هذه فرصتها الذهبية ، فبينما ناقشت حزب سياسي يٌعتِم عليه الإعلام عادة، إستخدمت أساليب التشويه والإحباط والتقزيم والتلاعب بالألفاظ ،فتلونت كالحرباء بجديد الزيّ لكن مع نفس الغيّ والضلال الذي ترسمه للمتلقي .

وفي الحلقة التي بُثَّت يوم الجمعة 4/تشرين الثاني/2009 عن حزب التحرير، تسمرت العيون حول الشاشة علها تجد ما يسر النفس ، لكنها الجزيرة التي تسير في تضليلها على ذات الوتيرة ، فكان الشاهد الوحيد من حزب التحرير هو حسن الحسن ، والذي أذاعت الجزيرة مقتطفاتٍ من كلامه ، لذلك جعلت من برنامجها مسجلاً لا حياً حتى لا تسمح لكل الكلام ان يُقال أو أن يصل للمتلقي ،حيث استخدمت الجزيرة تقنية التسجيل لتثبت ما تريد وتنفي ما لا تريد ، وأعادت التركيز بشكلٍ كبيرعلى كلام الضيوف الآخرين ، وقد استغلت القناة هذا الكلام لتصغير حجم الحزب. فالحزب قد عقد مؤتمرات لا مثيل لها في تأريخ الأمة اليوم ، مثل مؤتمر العلماء في إندونيسيا والمؤتمر الإقتصادي في السودان ، فمن من المسلمين اليوم لا يعرف حزب التحرير ؟ ومع ذلك ،تجاهل البرنامج نشاطات حزب التحرير في الآونة الأخيرة ، وارتفاع نسبة مؤيديه والمنضمين له ، واقتناع العديدين بفكره المستمد من كتاب الله والذي يسير على طريقة رسول الله . ومثل هذه الدعاوى أقامتها قريش ضد الإسلام والمسلمين ، فقالت بأن النبي _صلى الله عليه وسلم_ شاعرٌ مجنون ، لكن من أراد أن يدخل في الإسلام كان يبحث عن الحقيقة ولا يأخذ لا من كلام أبي جهل ولا أبي لهب ، بل كانوا يأتون ويجلسون مع النبي فيسمعون كلامه ثم يحكمون ، كما أن الدعاوى التي أقامتها قريش ضد الإسلام ما كانت إلا تيقناً منهم بأن الإسلام سيظهر وأنه سيزيل كفرهم .
وكذا الأمر مع حزب التحرير الذي تبنى في سيره خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، فتشويه الجزيرة لمسيرة الحزب هو تشويه للإسلام وتضليل للمسلمين . وقد ابتعدت الجزيرة عن الموضوعية والمصداقية ، فبينما تتغني القناة بالرأي والرأي الآخر، تصب سياسات القناة في طريق الرأي الأوحد ، رأي القائمين على القناة ، وبدون نقاش ، من خلال إستضافة ضيوف ينطقون بما يوافق سياسة الجزيرة فقط .وإن كنا نشكر لها هذا الطرح المهم ،ندعوها من خلال هذا الموضوع أن ترتقي أكثر بطرح الحقائق كاملة وواضحة حتى لا ينطبق عليها قول الشاعر:

بَـانَ العَـوارُ وَسَـوءَةُ الإعْــلامِ ++++++++ مُتَواطِـؤنَ عَلـى هَـوىْ الحُكَّـامِ
يَتراقَصونَ عَلى الجِـراحِ شِعَارُهُـمْ +++++++++++ حُـرِّيـةُ التَـرْويْـجِ لـلأَوْهَــامِ