اكتشافات مايكل فاراداي شكلت أساس تكنولوجيا المحركات الكهربائية
أصبحت الكهرباء مثار اهتمام العلماء منذ أوائل القرن السابع عشر تقريبا. ويعتبر ويليام جيلبرت اول مهندس كهرباء عرفه العالم حيث قام باختراع جهاز يدعى versorium يستخدم في الكشف عن وجود اجسام مشحونة بشحنة ساكنة. كما انه اول من قام بايضاح الفرق بين المغناطيسية والكهرباء الساكنة وكذلك يرجع اليه الفضل في انه اول من اسس مفهوم الكهربية. وفي عام 1775 أسفرت تجارب اليساندرو فولتا عن مولد للكهرباء الساكنة وهو جهاز يستخدم لإنتاج شحنة كهربية ساكنة، وبحلول عام 1800 قام فولتا بتطوير voltaic pile(كومة فولتية) وهو جهاز سبق ظهور البطارية الكهربية.
ومع ذلك، فان الابحاث في هذا المجال كانت قليلة حتى القرن التاسع عشر. ومن ابرز تطورات المجال في هذا القرن العمل الذي قام به جورج اوم حيث قام في عام1872 بتوضيح العلاقة الكمية بين التيار الكهربي وفرق الجهد في موصل.و كذلك العالم مايكل فارادي الذي اكتشف الحث الكهرو مغناطيسي عام 1831 وجايمس كلارك ماكسويل الذي قام بنشر نظرية موحدة حول الكهرباء والمغناطيسية في اطروحته الكهرباء والمغناطيسية.
توماس اديسون أسس اول شبكة كهرباء كبري في العالم.
و خلال تلك الفترة كانت دراسة الكهرباء جزءا من دراسة الفيزياء. ومنذ اواخر القرن العشرين بدأت الجامعات بتخصيص اقسام للهندسة الكهربية ومنح درجات فيها. وكانت جامعة دارمشتات للتكنولوجياThe Darmstadt University of Technology اول جامعة تؤسس كلية خاصة بهندسة الكهرباء عام 1882 وفي العام نفسه، تحت رئاسة البروفيسور شارل كروس، بدأ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بتقديم إمكانية دراسة الهندسة الكهربية داخل قسم الفيزياء. في عام 1883 قدمت جامعة دارمشتات للتكنولوجيا وجامعة كورنيل اول دورات دراسية في العالم لدراسة الهندسة الكهربائية، وفي عام 1885 قامت جامعة كلية لندن بتأسيس أول قسم للهندسة الكهربائية في المملكة المتحدة. وفي عام 1886 قامت جامعة ميسوري بإنشاء اول قسم للهندسة الكهربية قي الولايات المتحدة.
نيكولا تيسلا اول من جعل نقل الطاقة لمسافات كبيرة ممكن.
و خلال هذه الفترة ،تزايدت الابحاث في هذا المجال بصورة كبيرة جدا. في عام 1882, قام اديسون بتشغيل اول شبكة كهرباء كبري حيث امدت 59 عميل في مانهاتن بتيار مباشر 110 فولت. في عام 1884 قام السير تشارلز بارسونز باختراع التوربينات البخارية التي تولد نحو 80 في المئة من الطاقة الكهربائية في العالم باستخدام مجموعة متنوعة من مصادر الحرارة. وفي عام 1887، قدم نيكولا تيسلا عدد من براءات الاختراع ذات الصلة باشكال توزيع الطاقة المعروفة باسم التيار المتردد. في السنوات التالية اندلعت منافسة شديدة بين تيسلا واديسون حول الطريقة المثلي للتوزيع وسميت هذه المنافسة باسم "حرب التيارات". وفي نهاية المطاف حل التيار المتردد مكان التيار المستمر في توليد وتوزيع الطاقة، وبالتالي توسيع نطاق وتحسين كفائة وامن توزيع الطاقة.
وكان الجهد الذي بذله العالمين الكبيرين ذو اثر واسع على هذا المجال لسنوات عديدة -حيث ان اعمال تيسلا على محركان الحث ونظم تعدد الاطوارpolyphase system(طريقة لتوزيع الطاقة الكهربية ذات التيار المتررد)كان لها تأثير هام على تطور هذا العلم؛ وكذلك اعمال اديسون واختراع الابراق (تليغراف) وتطويره لأخبار الاسهم stock ticker والتي أثبتت فعاليتها في شركته الخاصة والتي أصبحت فيما بعد شركة جنرال اليكترك. ومع ذلك، بحلول نهاية القرن التاسع عشر، بدأـ شخصيات هامة أخرى بالظهور وتقديم الجديد في الهندسة الكهربية.