كشف الباحث شريف إسماعيل، الموظف فى إحدى الشركات المتخصصة فى النقل، فى دراسة أعدها عن السكك الحديدية، عن إنفاق الهيئة لما يقرب من 8 مليارات جنيه على تطوير السكة الحديد وإعادة هيكلتها، ما بين شراء جرارات جديدة وعربات ركاب مكيفة وعادية وتطوير بعض المحطات، لكن دون نتيجة تذكر.
وقالت الدراسة إن تأخير القطارات مازال مستمرا، ويصل فى بعض الأحيان لمدة ثلاث ساعات بسبب الأعطال التى تحدث، فضلا عن أن عربات الركاب حالتها سيئة لغاية ويسكنها الحشرات والفئران.
وتابعت الدراسة: لم يتم ازدواج الخطوط الفردية الهامة لتخفيف الضغط واختصار الوقت الزمنى.. الخطوط التى يتراوح متوسط السرعة عليها ما بين 40 إلى 50 كم/ س، على سبيل المثال المسافة التى يقطعها القطار من الجيزة إلى الفيوم تستغرق 3 ساعات رغم أن مسافتها 120 كم فقط، وعلى الخطوط المزدوجة يصل متوسط السرعة إلى 70 كم / س، بحيث لا تقل الفترة التى يستغرقها القطار من القاهرة إلى أسوان عن 12 ساعة، يضاف إليها التأخير الذى يصل أحيانا إلى 3 ساعات بسبب الأعطال.
وعن حوادث القطارات ذكرت الدراسة أن مصر الدولة الوحيدة التى استطاعت القطارات فيها السير عكس الاتجاه كما حدث مؤخرا مع قطار الزقازيق، مؤكدة أن المواصفات الفنية المصرية للقطارات قديمة.
وأشارت الدراسة إلى أنه رغم تعدد حوادث القطارات والحاجة الملحة لتطوير السكة الحديد، وربط المدن الجديدة وسيناء بخطوط السكك الحديدية، إلا أنه لا توجد نية جادة للتطوير لدى وزارة النقل، لافتة إلى أن الوزارة كثيرا ما تجرى داراسات الجدوى لمشاريع دون أن تدخلها حيز التنفيذ.. والتأخير فى التنفيذ ينتج عنه ارتفاع التكلفة، على سبيل المثال قطار العاشر من رمضان الذى كان يتكلف 1.5 مليار جنيه فى بداية الفكرة.. حاليا وصلت التكلفة إلى 4 مليارات جنيه، والقطار فائق السرعة الذى كانت تصل تكلفته إلى 15 مليار جنيه.. وصلت إلى 100 مليار جنيه حسب تصاريح المسئولين.
وقدمت الدراسة حلولا لمشاكل السكة الحديد وقطاراتها تمثلت فى كهربة الجر بدلا من الديزل على الخطوط عالية الكثافة، وازدواج الخطوط الفردية الهامة مثل خط الشرق وخط منوف وخط المناشى وخط الزقازيق طنطا وخط الفيوم، وذلك لسيولة الحركة وتقليل واختصار وقت زمنى يصل إلى 40 % من زمن الرحلة، وإدخال قطارات الإمالة Tilting train ذات التكنولوجيا الحديثة.. تسير بسرعة تصل إلى 200 كم/س على السكك التقليدية بدون أى تعديلات فى المنحنيات، وإدخال القطارات ذات الطابقين لنقل أكبر عدد ممكن من الركاب فى أوقات الذروة.
وتابعت الدراسة: واستثمار محطات السكك الحديدية من خلال إنشاء مراكز تجارية بها والتعجيل بإنشاء القطار فائق السرعة بسبب فقدان المنقطة الغربية من خطوط السكك الحديدية خاصة المسافة من الإسكندرية إلى أسيوط التى يوجد بها مدن هامة مثل مدينة السادات والجيزة و6 أكتوبر والفيوم إلى جانب الحاجة لتخفيف الضغط عن الخطوط القديمة وسرعة التنقل بين وجهى بحرى وقبلى.
وكذلك استثمار الخطوط الخاسرة بتشغيل قطارات مكيفة عليها بجانب القطارات العادية، ومراعاة المواصفات الفنية الحديثة عند شراء أى وحدة متحركة جديدة سواء كانت عربات أو جرارات، بحيث لا تقل سرعتها عن 200 كم/س، وذلك نظار للبعد المستقبلى.