تعد
الصخور الرسوبية هى نهاية المطاف لعمليات التعرية التى تشمل كلا من
التجوية والنقل والترسيب والتى سيتم مناقشتها تفصيلا فيما بعد ، فالصخور
التى تمت تجويتها بفعل عوامل التفكك Disintegration أو التجوية الميكانيكية أو الصخور التى تحولت بعض معادنها بفعل التحلل Decomposition
أو التجوية الكيمائية يتم نقلها بفعل عوامل النقل المختلفة من رياح وسيول
ومجارى مائية حيث يمت ترسيبها فى نهاية المطاف على هيئة طبقات فوق طبقات .
ومن
الملاحظ أن المسرح الكبير الذى تتم فيه عملية الترسيب هو البحار والمحيطات
إذ تترسب معظم الرواسب التى يبلغ وزنها ملايين الأطنان سنويا فى المياه
الضحلة وفى حدود 200-300 كم من الشاطئ . كما أن بعض البحيرات تترسب فيها
الرواسب الملحية ( الملح الصخرى ، الجبس ، النظرون … الخ ) نتيجة لبخر
مياه البحيرات المالحة .
وعلى
شواطئ الأنهار وسهول الفيضانات تترسب كميات ضخمة من الرواسب النهرية مثل
الصخور الطينية . أما فى الصحارى فتتراكم الرمال على اختلاف أحجامها
المنقولة بفعل الرياح مكونة الكثبان الرملية . وعلى الرغم من أن الصخور
الرسوبية لا تتجاوز 5 % بالحجم من مجموع صخور القشرة الأرضية إلا أنها
تفترش 75% من مساحة سطح الأرض تقريبا .
خواص الصخور الرسوبية :
تتميز الصخور الرسوبية بعدة خواص تميزها عن باقى أنواع الصخور الأخرى من نارية و متحولة :
1-
توجد الصخور الرسوبية عادة على هيئة طبقات تختلف عن بعضها البعض فى السمك
واللون والنسيج والمحتوى المعدنى ، وهى طبقات أفقية فى الأصل إلا أنه قد
يحدث فيما بعد أن تتعرض لعوامل تؤثر فيها فتجعلها مائلة أحيانا أو مطوية
أو مجعدة فى أحيان أخرى .
-
الصخور الرسوبية هى الوحيدة من نوعها التى تحتوى على حفريات سواء كانت تلك
الحفريات فقارية أو لا فقارية وذلك بحكم أن الصخور الرسوبية هى المؤهلة
وحدها لأن تحتوى على الكائنات الحية من الحيوانات والنباتات .
3- تتميز الصخور الرسوبية بأنها المكمن الطبيعى لوجود نوعيات بعينها من الثروات المعدنية كالبترول والفوسفات والفحم .
4-
من الشائع فى كثير من الصخور الرسوبية أن تكون مسامية أى تحتوى على مسام
وفراغات مما يجعلها ذات أهمية كبرى فى توزيع البترول والغاز الطبيعى
والمياه الجوفية .
أسس تصنيف الصخور الرسوبية :
على
الرغم من وجود أكثر من تصنيف للصخور الرسوبية إلا أنه من المهم فى عملية
التصنيف أن تستند على أساسين هما التركيب المعدنى والنسيج . ولما كان
التركيب المعدنى يعكس أصل ومصدر هذه المواد بينما يعكس النسيج العمليات
الطبيعية التى أثرت عليها وجعلتها تخذ الشكل النهائى لها ، إذن فمن المهم
فى هذه الحالة أن تكون نشأة الصخور الرسوبية لها المحل الأول فى الاعتبار
عند عملية التصنيف وعلى هذا الأساس قسمت الصخور الرسوبية إلى ثلاثة أقسام
:
أولاً: صخور الرسوبية ميكانيكية الأصل Mechanical Sedimentary Rocks :
وهى
الصخور التى تكونت من فتات وحطام صخور سابقة التكوين الناتجين من عمليات
التجوية الميكانيكية ( الفيزيائية ) وتم نقلها بفعل عوامل النقل المختلفة
ثم ترسيب بعد ذلك . ويطلق على هذا النوع من الصخور : صخور فتاتية Clastic ومن أهم صخور هذا القسم :
- الكونجلوميرات Conglomerate :وهى
صخور تتكون من حبيبات مستديرة متماسكة من خلال مواد لاصقة بفعل عوامل
الترسيب ويتكون محتوى الكونجلوميرات من الحبيبات الثابتة وذات القدرة على
تحمل عوامل النقل الطويل الذى سبب تآكل حوافها وبالتالى تكون حبيبات
مستديرة أو شبه مستديرة ويندرج حجم هذه الحبيبات من 10سم فى القطر حتى 2
مم أما ما دون ذلك فيدخل فى عداد الصخور الرملية .
- البريشيا Breccia :
وهى
تماثل الكونجلوميرات فى النشاة إلا أنها تختلف فى شئ واحد . وهو أن
الحبيبات ليست مستديرة بل هى حبيبات ذات زوايا حادة بسب قصر مسافة النقل .
وتوجد البريشيا غالبا فى الصخور الجيرية التى تعرضت للصدوع ( الفوالق ) فتظهر فى مستويات الصدع Fault Planes نتيجة لتكسير الصخور وتهشمها أثناء انتقال كتل الصخور على جانبى الفالق .